ما هي اليقظة الذهنية؟

العقل البشري

العقل البشري يقوم بالتفكير طوال الوقت عن الماضي والمستقبل. يحدث الضيق والإجهاد عندما نشعر بالقلق إزاء ما قد يحدث في المستقبل حتى قبل وقوعه والاستمرار في التفكير في الماضي، مع أنه انتهى بالفعل. عندما نقلق بأفكار مثل “كيف سأواكب” أو “لا أعتقد أن بإمكاني التعامل” أو التفكير في أن ما يحدث لا ينبغي أن يكون على ذلك النحو، فإن تلك الأفكار تثير المشاعر والعواطف، ولها تأثير على أجسادنا. مما يؤدي إلى التوتر، والشعور بالألم، والثقل أو الملل، أو كأننا على حافة الإنهيار كما لو أننا نتجنب الخطر.

الحضور الذهني هو ممارسة أقتبست من التقاليد التأملية القديمة والآن تم ضمنه مع علم النفس الحديث: الحضور الذهني يساعدنا على الملاحظة والإعتراف بما يحدث خلال تجاربنا واتباع سلوكيات جديدة. فهو يساعدنا في اختيار كيفية إدارة الأمور الصعبة والمؤلمة التي تنشأ في حياتنا.

الحضور الذهني والحد من الضغط العصبي

العقل البشري والنظم الثلاثة: التهديد والإرادة والتهدئة

وفقا للعالم النفسي جيلبرت بول، هناك ثلاثة أنظمة لمواكبة الحياة: نظام التهديد، والإرادة والتهدئة (جيلبرت 2009). هذه النظم مضمنة في عقولنا لمساعدتنا على البقاء على قيد الحياة والازدهار. حيث أن نظام التهديد ينبهنا إلى الخطر. يرسل العقل رسائل للنظم الجسدية بسرعة فائقة لتمكننا من الاستعداد للركض أو القتال أو الثبات وفقا لما سيساعدنا على البقاء على قيد الحياة في لحظات الخطر المباشر. ولكن إذا كنا نعاصر العديد من المخاطر في حياتنا يفقد نظام التهديد كيفية إيقاف التشغيل. وينتهي المطاف ببحثنا الدائم عن تهديدات في حياتنا وننسى كيف يمكننا الرجوع إلى حالة هدوء واسترخاء.

من خلال ممارسة الحضور الذهني يمكننا إدراك النظام المستخدم. فهو يدرب العقل على توجيه انتباهنا إلى اللحظة الراهنة دون الحكم اللحظي. عندما نتمكن من اختيار موضع تركيزنا، يساعدنا ذلك على التوقف عن القلق بشأن المستقبل، والتفكير في الماضي. يساعدنا الحضور الذهني بالتعرف على إذا كنا في وضع الخطر بينما لا نحتاج إليه.

وضع الإرادة مهم أيضًا، لأنه يجعلنا ننهض في الصباح، ويدفعنا إلى التعلم والنشاط والازدهار. إذا كنا دائماً في وضع الإرادة أو التهديد ولم نهدأ فيمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة تعب شديد. أننا نشعر بالتعب وفقدان الطاقة وسوء المزاج. ممارسة الحضور الذهني يساعدنا على الانتقال إلى نظام التهدئة حيث يمكننا استعادة الطاقة. ويسكن العقل في هدوء واستقرار.

من الأفعال إلى الوجود

وضع التهديد: نلاحظ الخطر ونشعر بالخوف، يرسل العقل الرسائل إلى الجسم للحماية فيقوم بالاستعداد للقتال أو الركض أو الثبات – تشد العضلات، ونقوم بالارتعاش والعرق. وهو رد فعل سريع جداً في العقل والجسم، ويعتمد على ما شهدناه في الماضي.

أمثلة لتفعيل نظام التهديد في الحياة اليومية: عندما نشعر بالتأخر عن موعد هام، عندما يتعذر علينا دفع الفواتير، إذا فقدنا عملنا

الدافع للتعلم، القيام بعمل جيد، العمل والارتقاء في الحياة، التنافس، رعاية الآخرين وأنفسنا

أمثلة على نظام الإرادة في الحياة اليومية: عندما ندرس لامتحان، عندما نلعب الرياضة ونحاول الفوز أو بذل قصارى جهدنا، عندما نعمل بجد لأنفسنا واسرتنا

الراحة والهضم، استرجاع الطاقة وخفض نشاط الجهاز العصبي

أمثلة على نظام التهدئة في الحياة اليومية: عندما نلاحظ ونستمتع بدفء الشمس، النظر لمنظر جميل، التمتع بابتسامة طفل